WHAT'S NEW?
Loading...

الناس للناس ما دامَ الوفاء بهم

شاعر فقير
استدعى الأمير مجموعة من الشعراء ، فصادفهم شاعر فقير و بيده جرّة فارغة ذاهبًا الى البحر ليملأها ماءً ، فتبعهم إلى أن وصلوا دار الخلافة .فبالغ الخليفة في إكرامهم و الإنعام عليهم و لما رأى الرجل و الجرّة على كتفه ، و نظر إلى ثيابه الرَّثة و قال : من أنت و ما حاجتك ؟
فأنشد الرجل : و لمَّا رأيتُ القَوم شدّوا رحالهم إلى بحركَ الطامي أتيتُ بجَرَّتي
فقال الخليفة : املؤوا له الجرة ذهبًا و فضّة فحسده بعض الحاضرين.
و قالوا :هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال ، و ربما أتلفه و ضيعه.
فقال الخليفة : هو ماله يفعل به ما يشاء. فملأت له جرته ذهبًا و خرج إلى الباب.
ففرق المال لجميع الفقراء ، و بلغ الخليفة ذلك فاستدعاه و سأله عن ذلك.
قال الفقير :
يجودُ علينا الخَيّرون بمَالِهم * * * و نحنُ بمال الخيرين نجودُ 

فأُعجِبَ الخليفة بجوابه و أمر أن يملؤوا جرته عشر مرَّات و قال : 
الحسنة بعشرة أمثالها .

فأنشد الفقير :
الناس للناس ما دامَ الوفاء بهم * * * و العُسر واليسر أوقاتٌ و ساعات
و أكرم الناس ما بين الورى رجلٌ * * * تُقضى على يده للناس حاجاتٌ
لا تقطعنَّ يدَ المعروف عن أحدٍ * * *ما دمت تقدرُ و الأيَّام تارات
و أذكر فضيلة صنع الله إذا جُعلت * * * إليك لا لك عند الناس حاجاتٌ